عبر منصة زوم الالكترونية وتحت عنوان « تأثير الجائحة على النساء ما بعد كوفيد-19 « أختتمت سلسة جلسات مؤتمر «ديناميات النوع الاجتماعي في عصر كوفيد-19» أعمالها، والتي عقدتها شبكة النساء كشركاء في التطوير والتقدم، حيث تناولت الجلسات تأثير الأزمة على النساء في العالم العربي والعالم.
واستضاف المؤتمر العديد من المتحدثين كأن على رأسهم من الأردن وزير التربية والتعليم الدكتور تيسيرالنعيمي، وزير الشباب الدكتور فارس بريزات، وزير الاعلام السابق السيدة جمانة غنيمات، وزير التنمية الإجتماعية السابق السيدة ريم أبو حسان، العين هيفاء النجار، النائب مصلح الطراونة، نائب رئيس محكمة التمييز القاضي محمد الطراونة، أمين عام المجلس الأعلى للسكان الدكتورة عبلة عماوي، أمين عام اللجنة الوطنية لشؤون المرأة الدكتورة سلمى النمس، بالإضافة إلى العديد من المتحدثين من البرلمانيين والناشطين في مجال تمكين المرأة من الدول العربية من لبنان ومصر والمغرب وتونس والسعودية وفلسطين ومن دول العالم الصديقة الولايات المتحدة الأمريكية ورومانيا واندونيسيا.
تحدثت السيدة ميادة أبوجابر مدير الشبكة في الأردن والرئيس التنفيذي لمؤسسة عالم الحروف التربوية في البداية عن سلسلة الجلسات التي قامت الشبكة بعقدها بالتعاون مع ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضد المرأة وكرسي خليل جبران للقيم والسلام في جامعة ميرلاند، والتي تناولت العنف المنزلي المبني على النوع الاجتماعي والحماية الاجتماعية، وصوت النساء في الاعلام، والتعلم عن بعد أثناء جائحة كورونا وتأثير الجائحة على الشباب وتم استعراض فيديو يتناول كافة هذه الجلسات والمتحدثين في كل منها.
كما تطرقت إلى أن التحديات التي واجهت المرأة خلال أزمة كوفيد-19 ليست فريدة في المنطقة العربية بل هي قضية عالمية ومن هنا جاءت فكرة عقد تلك السلسلة من الجلسات، كما أشارت إلى أن النساء يشكلن غالبية العاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية كما تلعب النساء أيضا أدوارا هامة كمقدمات رعاية للأطفال والمرضى وكبار السن من أفراد أسرهن، بالإضافة إلى ذلك، فإن إغلاق المدارس جعل النساء يتحملن عبء الرعاية غير مدفوع الأجر، ومع فقدان الوظائف بسبب الجائحة، كانت النساء الأكثر تضررا، كما أن القيود المفروضة على الحركة، أدت إلى زيادة كبيرة في عدد النساء والفتيات اللواتي يواجهن الإساءة في العديد من البلدان مما أدى إلى مجموعة من الآثار الاجتماعية والاقتصادية لـ كوفيد- 19انعكست على المرأة بشكل خاص وأدتت إلى تفاقم التفاوت والتمييز الموجود قبلا في الأصل.
واستعرضت النائب وفاء بني مصطفى الدروس المستفادة من جائحة كورونا ومن بينها أن كوفيد 19 كشف أن الأزمات تحد من قدرة النساء على تفادي الانتهاكات، وأن أية خطة استجابة لأي أزمة يجب أن تتضمن وضع سلامة النساء أولاً، كما ذكرت الحاجة إلى الضغط على صناع القرار للذهاب إلى ما يسمى بالإنفاق الذكي وإعادة بناء الموازانات على أساس الأولويات الإنسانية وأن يقل ما يصرف على التسلح والحروب وأن يزيد ما يصرف على الصحة والتعليم والبنى التحتية الرقمية. واشارت إلى أهمية وجود بنوكاً للمعلومات الوطنية لصنع القرارات المبنية على المعلومات الواضحة والمحددة، وأكدت آخيرا أن القيادات النسائية كانت مصدر للنور والسلام حيث أن الدول التي قادتها نساء خلال هذه الأزمة استطاعت تخطيها بالحقيقة والتكنولوجيا والحزم والقوة ولكن بالحب.
وأِشارت د. مي ريحاني، رئيسة كرسي خليل جبران للقيم والسلام، إلى أن الفيروس لا يميز بين الفقير والغني وذي السلطة، وأن الجائحة جعلتنا نفكر بكيفية إعادة اكتشاف أنفسنا فيما يتعلق بكيفية تعاملنا مع بعضنا بعضا، حيث يجب علينا أن نعي أننا متساوون وبأننا نرتبط ببعضنا لأننا ننتمي لعرق واحد وهو البشرية فالفيروس لم يميز ما بين الأسود والأبيض والمسيحي والمسلم، كما أشارت إلى أنه يجب تعديل منظومة القيم بحيث نعطي عملية الاستهلاك أهمية أقل وأن نعطي أهمية أكبر للعلاقات الانسانية ودعم بعضنا البعض والعمل معاً بحيث نعي أن التقدم يحدث عندما نكون متحدين.
وتحدثت د. سيلفيا دينيكا مونيكا، عضو مجلس الشيوخ الروماني عن تجربة رومانيا وبينت أن من أولى الأولويات كانت إدارة قطاع الصحة والاقتصاد واحتواء انتشار الفيروس، وأشارت إلى أنه تم استكمال الأنشطة البرلمانية بنظام عمل مدمج تضمن العمل عن بعد والتواجد بشكل شخصي، وأن نسبة تمثيل المرأة في البرلمان 22% وفي مجلس الشيوخ 15%، كما أشارت إلى إحصائيات وزارة الصحة الرومانية التي سجلت حالات من العنف الأسري بما لايقل عن 5000 حالة أثناء فترة الإغلاق مما حدا بمجلس الشيوخ لإحياء قانون الحماية من العنف الأسري.
وبدورها بينت نورحياتي أسجاف، عضو مجلس النواب الإندونيسي، أن اندونيسيا اتبعت نظام الإغلاق الجزئي من حيث التباعد الاجتماعي والعمل والتعلم عن بعد. وأكدت على أن تأثير الجائحة على النساء في إندونيسيا تمثل في التأثير الاقتصادي والصحي السلبي والعنف المبني على النوع الاجتماعي، وأن أكثر من 50% من النساء يملكن شركات صغيرة ومتوسطة الحجم وتأثرن بالجائحة. وعن المشاركة السياسية للمرأة أشارت إلى وجود نظام الكوتا في اندونيسيا بما يعادل 30%، وأن منصب الحاكم ورئيسة البرلمان تشغله امرأة، وأوضحت أن سياسة الدولة تضمنت ضمان تمثيل النساء المتساوي في خطة الاستجابة لكوفيد 19 وصنع القرار؛ وإدراج مبادرات العدالة المبنية على النوع الاجتماعي والتشديد على مصلحة المرأة خلال الجائحة وما بعد الجائحة.
وتحدثت هيفاء جمال الليل، وهي رئيسة جامعة عفت عن خطط السعودية لأن يصل عدد النساء في القوى العاملة حتى عام 2030 من 22% لغاية 30% وأكدت على أن أوضاع المرأة السعودية تغيرت إيجابيا خلال السنوات الماضية وذلك ضمن الإصلاحات التي قادها سمو الأمير محمد بن سلمان، حيث استطاعت المرأة في العام 2018 أن تحصل على رخصة القيادة، كما أشارت إلى تواجد النساء في الحقائب الوزارية ومجلس الشورى وقدرة النساء على فتح مشاريعهن الخاصة دون إذن من الولي. وبينت أنه في عام 2020 ونظراً لترأس السعودية لقمة (G20 المرأة في الأعمال) وبالإضافة إلى فقدان الوظائف جراء كوفيد 19، أثر ذلك على إظهار المرأة كعنصر مهم في مجال الصحة والتعليم.
وأشارت د. سلمى النمس، الأمين العام للجنة الوطنية لشؤون المرأة، إلى أنه برغم إقصاء المرأة من عملية صنع القرار إلا أن المرأة استطاعت إظهار قدراتها في العمل في خطوط المواجهة. واشارت انه عند التحدث عن الاستجابات للنوع الاجتماعي، فإن الأمر لا يتعلق بالمرأة مقابل الرجل بل بالاستجابة لكل الفئات المهمشة. كما ذكرت وجود اللغة الأبوية في العالم أجمع وليس فقط في المنطقة العربية وأ أنه من خلال تغيير المواقف والمفاهيم يمكن التصدي لذلك. وأضافت أن أعمدة التغيير هي التمكين الاقتصادي والسياسي والحماية الاجتماعية، وأكدت آخيرا على ضرورة تعزيز العلاقات المبينة على النوع الاجتماعي الإيجابية في العائلة.
وكان هناك عدد من الأسئلة التي طرحت على المتحدثين وتمت الإجابة عن كافة الاستفسارات، واختتمت الجلسة بشكر كبير قدمته الدكتورة مي ريحاني للسيدة ميادة أبو جاير والسيدة وفاء بني مصطفى على تنظيم سلسلة جلسات المؤتمر، فيما تم متابعة المؤتمر على الهواء مباشرة من قبل العديد من المعنيين والمهتمين بشؤون المرأة في الأردن والعالم العربي والولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول أخرى.